انطلقت في كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة النجاح  الوطنية  (خضوري) فعاليات الأسبوع الوطني الرابع لمراقبة الطيور وتحجيلها، الذي ينظمه مركز التعليم البيئي بالتعاون مع سلطة جودة البيئة وجامعة النجاح الوطنية .

وشارك في الافتتاح رئيسة سلطة جودة البيئة المهندسة عدالة الأتيرة، والمدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، وعميد كلية الزراعة والطب البيطري  د. سليمان الخليل، وممثلو مؤسسات رسمية وأهلية، وأعضاء من بلديتي طولكرم وقلقليلة، وأساتذة الكلية وطلبتها، وباحثون وإعلاميون ومهتمون وأعضاء في جمعية أصدقاء البيئة .

وأكد د. الخليل أن الأسبوع يأتي لتسليط الضوء على مكونات البيئة الفلسطينية، وأهمية التنوع الحيوي فيها، في وقت يسعى الاحتلال إلى تدمير عناصرها، وتزوير معالم التراث الحضاري والطبيعي.

وأشار إلى أن الجامعة و"التعليم البيئي" و"جودة البيئة" يسعون من وراء الأسبوع إلى تكريس التعاون المستدام، والتأسيس لشراكة تحقق منجزات على الأرض.

وأعلن د. الخليل عن طرح مساق  اختياري خاص بطيور فلسطين في الكلية، سيكون الأول من نوعه، وسيعزز وعي الطلبة ويحفزهم على المساهمة في جهود تغيير المشهد البيئي في فلسطين.

فيما قالت المهندسة الأتيرة إن الشراكة في مجالات البيئة وجهود حمايتها يجب أن تتكامل بين القطاعين الرسمي والأهلي. وأكدت العزم على إطلاق أول مركز متخصص لتأهيل الطيور والحيوانات ورعايتها، ومحاربة ظاهرة الصيد الجائر .

وأشارت الأتيرة إلى أن "جودة البيئة" ليست جهة تنفيذية بل هي إطار رسمي يضع السياسات، ويقترح الخطط الوطنية، ويفتح آفاق التعاون الدولي. وذكرت أن مجلس الوزراء اتخذ قرارات تتصل بضرورة اتباع التخصص والتكامل بين القطاعين العام والخاص، في التوجه نحو المنظمات البيئية الدولية. كما توجهت بالشكر لادارة جامعة النجاح الوطنية وادراة كلية الزراعة والطب البيطري على احتضان الجامعة لمثل هذا النشاط المهم جدا والجديد من نوعه ، وهذا يدل على دور الجامعه الريادي على مستوى الوطن . 

فيما ذكر سيمون عوض أن "التعليم البيئي" يطلق هذا الأسبوع بالتزامن بين محافظتي طولكرم وبيت لحم، لإيصال رسالة تؤكد أن الطيور هي واحدة من أهم المؤشرات الحساسة للبيئة، والتي بوسعها التعبير عن حالة البيئة وتلوثها.

وأضاف أن الأسبوع يطرق باب التأثير على التوجهات القائمة في فلسطين، والتي تضع البيئة في ذيل اللائحة، ولا تلتفت إلى الخطر المحدق بعناصر تنوعها الحيوي.

وأكد عوض أن باحثي المركز استطاعوا في وقت قياسي، سبق تدشين الأسبوع، تحجيل ومراقبة أكثر من 40 نوعًا من الطيور المقيمة والزائرة الشتوية، التي تؤكد ثراء فلسطين بتنوعها الحيوي، ويحتم مراجعة السلوك اليومي في التعامل مع البيئة.

مشيراُ إلى أن بعض الطيور التي جرى تحجيلها في فلسطين وصلت بولندا وتركيا ولتوانيا. في وقت حاول الاحتلال تهويد عصفور الشمس الفلسطيني، ونسبه إليه، لكنه فشل في ذلك.

وشاهد الحضور أعمال التحجيل عن كثب، واستمعوا إلى شرح مفصل من الباحث في" التعليم البيئي" مهد خير عن مراحل الإمساك بالطيور في شباك خاصة، ودراسة نوعه وحجمه وجنسه واسمه العلمي، إضافة إلى نسبة الدهون في جسمه وطول أجنحته، قبل وضع حلقة معدنية في رجله اليسري، ونقل المعلومات في سجل خاص، ثم تبادلها مع منظمة الطيور الأوروبية، ثم إعادة إطلاق الطائر.

وأعقبت الجولة ورشة عمل تناول خلالها مدير التنوع الحيوي بسلطة جودة البيئة محمد محاسنة، تفاصيل المشهد في فلسطين، الغنية بتنوعها الحيوي، وأقاليمها النباتية المتعددة، وجغرافيتها الفريدة. وذكر أهمية هذا التنوع للأنظمة البيئة، وجوانبه الاقتصادية والبيئية والسياحية. مشيراً إلى وجود نحو 2800 نوع نبات في بلادنا، و530 نوعاً من الطيور، و100 نوع من الثديات، و1000 من الأسماك. وتتبع المحميات الطبيعة في الضفة وغزة، التي تنتشر في 60 موقعاً، أكبرها أم الريحان بمحافظة جنين.

فيما أشارت د. إلهام خليل من المركز البيئي لحماية الطبيعية إلى طيور فلسطين وأنواعها الرئيسة، وتقسيمات خطوط هجرة الطيور خلال الخريف والربيع، والأقاليم النباتية في فلسطين. كما استعرضت التحديات التي تواجهها، وابرز الصيد الجائر وتدمير موائلها.


عدد القراءات: 64