شاركت كلية الزراعة و الطب البيطري ، وبدعم من “Christian Aid” اليوم الأربعاء الموافق 21/9/2016، في حرم جامعة فلسطين التقنية خضوري بطولكرم،في المؤتمر العلمي الزراعي بعنوان “الأصول الوراثية النباتية في فلسطين: واقع وتحديات”.


ونظم المؤتمر تحت رعاية معالي وزير الزراعة و عطوفة محافظ محافظة طولكرم، وبالشراكة مع جامعة فلسطين التقنية خضوري، ومركز البحوث الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية، وكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية و جمعية التنمية الزراعية ( الإغاثة الزراعية).

والمؤتمر ياتي ضمن مشروع تطوير البذور البلدية كأداة في مقاومة التصحر، بحضور مساعد رئيس جامعة فلسطين التقنية خضوري د.ضرار عليان، ومدير عام الإغاثة الزراعية د. خليل شيحة، ومدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية د. محمد أبو عيد، ورئيس المؤتمر د. تحسين سياعرة، وعميد كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية د. سليمان خليل، وعمداء الكليات ومدراء المراكز وكادر الجامعة، ووزارة الزراعة وسلطة جودة البيئة والمؤسسات غير الحكومية.

ونقل  عطوفة المحافظ اللواء عصام أبو بكر تحيات الرئيس محمود عباس للقائمين على فعاليات المؤتمر، مؤكدا على أهمية الحفاظ على الموروث النباتي للشعب الفلسطيني، والذي يعد جزءا من الحفاظ على الموروث التاريخي لشعبنا.

وشدد أبو بكر على أهمية وجود توثيق وإحصاء للنباتات الفلسطينية، موضحا أن الإحتلال يعمل على سرقة وطمس الموروث الفلسطيني، مؤكدا على تبني المستوى الرسمي وجهات الإختصاص لتوصيات المؤتمر لتطوير القطاع الزراعي في محافظة طولكرم وجميع محافظات الوطن.

وقال د.عليان إن القطاع الزراعي يواجه هجمة من قبل الإحتلال الإسرائيلي المتمثل بمصادرة الأراضي والمياه، واقتلاع الأشجار، وتضييق الخناق على المزارعين لإجبارهم على التخلي عن أرضهم وتهجيرهم منها والإستيلاء عليها، وهو ما يزيد من الإصرار على تطوير هذا القطاع والنهوض به، خاصة وان موضوع البذور البلدية يعتبر جزءا من التراث الثفافي للمزارع الفلسطيني والمنتج البلدي الذي يفضله المواطن الفلسطيني.

أوضح أ.خليل شيحة أن الإغاثة الزراعية تنبهت منذ ما يزيد عن 25 عاما إلى أهمية تسليط الضوء على هذا الموضوع الحيوي والهام وفي حركة ربما كانت معاكسة لتيار الحداثة الزراعية والإنتاج الكثيف، وبلورت تدخلاتها في حماية الغطاء النباتي بالتركيز على حماية البذار البلدية بالإستناد إلى رؤيتها لمستقبل الزراعة في فلسطين، وما تواجهه من تحديات من خلال المحور الاقتصادي والمحور البيئي والمناخي والمحور الثقافي الإجتماعي والمحور السياسي والسيادي.

بين د.سليمان خليل أن فلسطين تمتاز بموقع جغرافي وتباين مناخي جعلها من اغنى المناطق في التنوع الحيوي Biodiversity، ويبلغ عدد الأنواع النباتية فيها تقريبا 2000 نوع تشمل على 54 نوعا لا توجد الا في فلسطين، بالإضافة إلى وجود أكثر من 368 نبات طبي في القائمة الوطنية للنباتات الطبية في فلسطين، و دعا د.خليل إلى إنشاء بنك للجينات (Gene Bank )  ، وشدد على أهمية الطرق السائدة في دراسة الأصول الوراثية من خلال جمع العينات وتصنيفها وتوثيقها، ومن ثم تخزينها في البنوك الجنينة التي تستخدم في دراسة وتقييم الأنواع النباتية بما فيها برامج تربية النبات وتطويره، من أجل الاحتفاظ بالمواد الوراثية في بيئتها والحفاظ على ديمومة نموها داخل بيئتها.

من جهته، بين رئيس المؤتمر د. تحسين سياعرة أن عقد هذا المؤتمر يهدف إلى الاطلاع على آخر المستجدات والأساليب البحثية العلمية التي تصب في تطوير القطاع الزراعي، بالإضافة إلى تسلط الضوء على أهمية حماية وحفظ السلالات المحلية من البذور البلدية لما تمثله من موارد وراثية، وكجزء من التراث الثقافي للمزارع الفلسطيني ولحماية التنوع الحيوي.

بدوره تحدث د.رائد كوني من جامعة النجاح الوطنية عن دور التقانة الحيوية في نشر والحفاظ على النباتات والأصول والوراثية، وقدم شرحا تفصيليا حول التجارب التي تم تنفيذها في فلسطين بما يتعلق بالمواد الوراثية في أنواع مهمة من النباتات.

كما تحدثت أ.نهى شوارب من جامعة النجاح الوطنية عن الأهمية الطبية لنبتة لسان الثور و قدمت مقارنة بين النبات البري و المزروع في بيوت بلاستيكية من حيث مكوناتها من المواد الكيميائية الفعالة و مضادات التأكسد و أكدت على ضرورة الإهتمام بإكثار النباتات الطبية البرية الموجودة في فلسطين.

ومن جانبه، قدم د.رزق اسليمية من جامعة الخليل عرضا مفصلا حول نسب الأمطار في فلسطين، وتأثيرها على المزروعات والنباتات بشكل عام، مشيرا إلى انخفاض نسبة الأمطار الملحوظ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط في الفترة الأخيرة.

كما تحدث د.جهاد عبادي من جامعة القدس عن آليات امتصاص البوتاسيوم في محاصيل الزيوت البديلة (العصفر وعباد الشمس) في أنواع مختلفة من التربة، موضحا ضرورة استمرارية استخدام التربة عن طريق إدخال أنواع معينة من النباتات التي تمتص البوتاسيوم.

فيما قدم كل من سامح جرار، وعلاء مرعي، وناريمان قراريه وناصر عبادي، عرضا حول الجينية النباتية.

وتحدث كل من روزان طنبوز ود. حسان أبو قاعود من قسم الإنتاج النباتي و الوقاية في جامعة النجاح الوطنية عن مضاعفة وإعادة تجديد جذور نبات الحمص، وكيفية وآليات مضاعفتها والفوائد المجنية من مضاعفة جذور الحمص.

وأوضح كل من خالد صوالحة وابراهيم عباسي التوصيف الوراثي لنباتات مثل الفلورا الفلسطينية، وتعرض هذه النباتات لخطر الانقراض نتيجة الاستخدام الجائر من السكان المحليين، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة التي تفاقم التهديد لهذه النباتات في مواقعها الطبيعية، و تأثير هذه العوامل في تغير المناخ على مستوى محلي وإقليمي وحتى عالمي، وضرورة توثيق ودراسة نباتات مختارة من التنوع الحيوي في فلسطين باستخدام التحليل الوراثي بتطبيق مؤشرات وراثية من أجل التوصيف الوراثي الدقيق.

وبدورهم، غدير عمر، ومرام محمد صقر، وغالب عدوان من جامعة النجاح الوطنية تحدثوا عن البقوليات والقرنيات التي تعتبر ثالث اكبر عائلة في النباتات الزهرية، واهميتها الإقتصادية، التي تعتبر مصدرا للغذاء وخصوبة التربة، بالإضافة إلى أربعة أجناس من هذه العائلة: العدس، البيقة، الجلبان و البازيلاء، تحتوي صفات شكلية متداخلة فيما بينها.

وتوصل المؤتمر إلى توصيات هامة منها: ضرورة الإسراع بإتمام إنشاء بنك بذور وطني، وتوفير وتخصيص الدعم اللازم لتنفيذ المزيد من التجارب والأبحاث الزراعية وتحسين الأصناف البلدية، وضرورة توحيد الجهود بين المؤسسات المختلفة الفاعلة في مجال حفظ الأصول الوراثية، بالإضافة إلى توفير السياسات والقوانين للحفاظ على الأصول الوراثية.


عدد القراءات: 121