تأسست دائرة الطب البيطري في كلية الزراعة والطب والبيطري في جامعة النجاح الوطنية عام 2000 ثم تم دمجها مع كلية الزراعة لتصبح الكليتين كلية واحدة تنبض بالعطاء على أراضي  حرم خضوري بطولكرم، لتصبح اليوم وجهة العديد من الطلبة ليس فقط من الضفة بل من فلسطينيي الداخل المحتل عام 48.


بقلم: : غادة أبو الهيجا – العلاقات العامة في كلية الزراعة والطب البيطري

الكلية الأولى والوحيدة في فلسطين للطب البيطري تفتح أبوابها سنوياً لاستقبال عدد محدد من طلبة الضفة الغربية بالتنسيق مع نقابة الطب البيطري ومديرية الخدمات الطبية، ووزارة الزراعة، وذلك لاستيعابهم في سوق العمل لمحو مصطلح البطالة من قاموس الطب البيطري، إلا أن هذا العدد يزداد سنوياً حيث قفز في بداية هذا العام إلى الضعف نتيجة الإقبال عليها من فلسطينيي الداخل المحتل، والملفت للنظر أن  20% منهم من الإناث، بعد أن كانت مهنة الطبيب البيطري مقتصرة على الذكور، لتصبح تلك الأيادي الناعمة جزءاً لا يتجزأ من المهنة.

الطالبة سندس ياسين من مدينة شفا عمرو، سنة ثالثة ومن المتوقع تخرجها بعد سنتين، توضح أن نسبة كبيرة من مربي الحيوانات والتي تعمل خلال ساعات النهار هي من فئة النساء لذلك برزت الحاجة إلى طبيبات بيطريات خاصة أننا في مجتمع شرقي ترتاح فيه المرأة للتعامل مع طبيبة بيطرية تستمع إلى نصائحها وترعى حيوانات مزرعتها ، وبالرغم من خوفها  في البداية من التعامل مع الحيوانات إلا أنها أحبت أن تكسر هذا الحاجز، فدخلت كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية خاصة أن الكلية تتمتع بمستوى أكاديمي عالٍ وهذا ما لامسته خلال أعوامها الثلاث.

أما الطالب مؤيد أبو مديغم من سكان رهط في النقب فيرى أن مهنة الطبيب البيطري مهنة مطلوبة في منطقته وفرص العمل فيها متاحة جداً باعتبارها ذات طبيعة صحراوية بدوية  تعتمد على تربية المواشي بنسبة عالية، مشيراً إلى أنه أحب منذ نعومة أظافره تلك المهنة والاعتناء بالحيوانات، فشجعه عدد من الأصدقاء على دراسة  الطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية لانها أقل تكلفة من الجامعات الأوروبية والمجاورة، والمستوى الأكاديمي لخريجها  يوازي الجامعات المجاورة الأخرى، حيث أن نسبة نجاح طلبة كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة النجاح الوطنية في امتحان المزاولة في الدورة الأخيرة وصلت إلى مئة بالمئة مقارنة بجامعات من الدول الأخرى والتي لم تتجاوز نسبة نجاح خريجيها بنفس الإمتحان ونفس الدورة الثلاثين بالمئة، بالإضافة أنه لا يحتاج ل(بسخيومتري)، فتخصصه بالبيجروت "بيولوجيا إلكترونيكا" فتح الطريق أمامه للتسجيل في جامعة النجاح ومستواه الأكاديمي الآن جيد جداً بعد أن قطع ثلاث سنوات من الدراسة.

الطبيب البيطري وسيم طهبوب من القدس خريج عام 2016، يعتبر نفسه محظوظاً لأنه أحد خريجي جامعة النجاح ، كلية الزراعة والطب البيطري، فقد تخرج بتقدير جيد جداً، وكغيره من الزملاء الخريجين لم يواجه أية صعوبة في امتحان المزاولة الاسرائيلي نظراً للمستوى الأكاديمي  المتميّزعلى الصعيدين العملي والنظري الذي يتاح للطلبة أثناء سنوات الدراسة بكلية الزراعة الطب البيطري، وهو الآن يملك عملين أحدهما عيادة بيطرية متخصصة بالحيوانات الصغيرة والأليفة (القطط، الكلاب، الأفاعي، وعصافير الزينة)، ووظيفة أخرى حكومية في قطاع الرقابة الصحية على مصانع منتجات اللحوم والدجاج، ويعتبر  من الأطباء المميزين في منطقته.

أما نسبة البطالة بين خريجي الطب البيطري في فلسطين فتكاد تكون معدومة، بل على العكس فهناك نقص في عدد الأطباء البيطريين خاصة في قطاع غزة،  وذلك لأن دائرة الطب البيطري تتيح لطلبتها فرص التدريب العملي في المرافق والمختبرات والعيادات والمراكز والوحدات الطبية والعيادة البيطرية الاستشارية، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للتدرب في الخارج في دول مثل ألمانيا والبرتغال وغانا والأردن والسودان، مما يفتح المجال للخريجيين للعمل بالعديد من الوظائف الحكومية والأهلية إلى جانب مسمى الطبيب البيطري في العيادات الخاصة، ومن هذه الوظائف: وظائف في الحدود والجمارك والمسالخ والصيدليات البيطرية ومصانع الأدوية والتحاليل الطبية والمختبرات البيطرية والوزارات كالاقتصاد الوطني والزراعة والصحة.

كما تقيم الدائرة عدداً من العلاقات الأكاديمية والمهنية مع أعرق الجامعات في التخصص كجامعة هانوفر للطب البيطري في مدينة هانوفر بألمانيا، وجامعة جورجيا بأميركا والتي تتيح للطلبة المتفوقين التدرب في مرافقها.


عدد القراءات: 180